| المرجفون في المدينةعلاء جانب | شعرتاريخ النشر: 2024/05/09 اقرأ للكاتب |
زمن يمرّ .. وخطوة تتعثر ومعالمٌ تخفى وأخرى تظهرُ حرب مع الأيام تسقط خيلنا فيها وتبقى شامخا يا أزهر ** أنا أزهري والحقيقة في يدي... جمرٌ وقرآني ضميرٌ نيِّرُ فالعطفُ في"أنا والشموخُ " خطيئةٌ ... إنَّ الشموخَ على جبيني يقطرُ يا حصن دين الله ما كادوا له... إلا وكانَ لديكَ سيفٌ يُشْهَرُ أنت الضَّميرُ المرّ ما أرضعتَنَا ... إلا الشُّموسَ فعينُنا لا تُكْسرُ من سرَّه فخرٌ بغيرِك إنني ... حتى بِجُدْرانِ المَبَانِي أفْخَرُ ** لي فيك عمرٌ كالضياء مشيتُهُ... وشبابُ أيام .. تجدُّ وتســـهرُ وكتــابُ تاريخٍ نقشتُ حُرُوفَهُ ... بدمي وقلبي في حُرُوفي يُعصرُ لي ضحكة الصبوات حين أتيته... غضَّ الجَناح مع الكِتَابِ أُثَرْثِرُ لي أصدقاءٌ كلَّما استذكرتهم ... حطَّ الحمامُ وذابَ في الفمِ سُكَّرُ لي المنبر العالي .. ومئذنتي بها... "اللـــه أكبر" غيمةٌ تتحدَّرُ كم منبرٍ بالشعر قد زلزلته ... وأعزُّها -والله- هذا المنـــبر ** الآن تزدحم الدموع كأنها... سُحبٌ على عطش الليالي تمطر ذكرى من الزمن الجميل تفتحت... وردًا ومالَ هُناك غُصْنٌ مُثْمِرُ هل كان عمري غير ما أفنيتُه... أحبو عـلى درج العلوم وأعْثُــرُ ** يا سرَّ عين الله تكلأ مصرنا ... بالأولياء .. فبالكرامة نُنْصَــرُ قم بالأمانة .. لا تهادنْ خائناً ... وانهض فشانئك الأجب الأبترُ أنت الأمين على الديار وأهلها ... والحرُّ في النَّكَبات لا يتأخر مُذْ كنت.. أرسيت التسامح مَنْهَجًا ... وتعدُّدَ الآراء فقهاً يُؤْثَرُ فبك العروبةُ أدركتْ تاريخَها ... وبساحِكَ الفصحى غدت تتبختر والدين فيك قد استردَّ شَبَابَهُ ... لما بغى الباغي وفاضَ المُنْكَرُ كم غمَّة سوداء لم يثبت لها ... إلا العِمامةُ والجَبِينُ المُقْمِرُ ** بمن احتمت كُتُبُ الشَّريعةِ عندما... هجم التتار على العقول ودمَّروا؟ بمن احتمى العلماء حين تنكّرتْ... لهم الطريقُ.. وبان منها الأوعَرُ ؟ جاؤوك من شرق البلاد وغربها... أنت الذي بك لم يخبْ مسْتَنْصِرُ من قاد ثورات البلاد وقد غدت ... نارا على المحتلِّ منه تُسعَّرُ؟ من يوم نودي بالخراشي منجدا ... وهناك بالفقراء قلب يَشْعُرُ والعزُّ بياع الملوك وقد مضى ... لما تجبَّر بأسهم يَتَجَبَّرُ من صدَّ نابليون مرَّغ أنْفَه ... فإذا به في خزيه يتقهقرُ؟! من قام ضد الإنجليز فما رأوا ... إلا قلوبا في اللظى لا تُصهرُ؟ من يوقفُ الزُّعَمَاءَ إن هم جاوزوا... حقَّ الطريقِ وبالنَّصيحَةِ يَجْهَرُ؟ بمن احتميْنا في ينايرَ والدُّجَى ... كَفٌّ تَصُونُ وألفُ كفٍّ تَغْدُرُ؟ فى كل زاوية من الدنيا يد ... بيضاءُ تنطق بالوفاء وتشكر يا أزهر الدنيا فديتك راعيا... وبك الإمام الطيب المتنوِّرُ ما بال قوم ناوؤوك وأرجفوا ... يبغونها عوجاً إذا ما قدَّرُوا مِنْ كُلِّ غِرٍّ في البَرَامِجِ نابحٍ... بعقول سابلة الطريق يغرِّرُ يبدى لك البغضاءَ ملءَ لسانهِ... ولعلَّ ما تخفي الضمائرُ أكبرُ تبت يدٌ مدّت إليك بنانها ... أو سوسة ببناء قُدسك تَنْخَرُ ما يُرْجِفُ الإعْلامُ إلا فتنةً ... هذاك يظهرها وذلك يضمرُ ماذا يريد المرجفون وكلما ... عجموك قام لهم أبيٌّ أقدرُ هل يمكرون ليطعنوك بخنجر... سيعود في صدر الحقود الخنجرُ إن شوهوك فإن نورك غالب... فليمكروا والله دونك يمكرُ الآكلون على الموائد سُحتَها ... والعائدون بكل جيب يؤزرُ الصابغون لكل قومٍ وجههم ... أرأيت للحرباء لوناً يُؤْثَرُ يأتون بالسفهاء في أزيائنا ... حتى يضلُّ السائل المستفسرُ ** عجبا لمن لبس العمامة مَظهرا... شاه الضمير وساء منه المَخْبَرُ لُبْسُ العِمامةِ لم يكنْ لمخنَّثٍ... فاغْضَبْ لزيِّكَ إن طفا المتأزهرُ إن العمامة عِزَّةٌ لا تَنْبَغِي ... لـفتى به صبيانكم تَتَنَدَّرُ يا رب صبرني فإنَّ مرارتي... ضاقت وظللني زمان أغْبَرُ ساووا مشايخنا بـغرٍّ واحتفوا... بمقاله وتملّقوه وأكبروا حتى إذا بلغ المِرَاءُ مَهَاجَهُ... طرِبَ الجَهُولُ وصَفَّقَ المُسْتَثْمِرُ زمنٌ تنكر للأُصُولِ فَلَمْ يَعُدْ ... أَصْلٌ يُرَاعَى أو كَبيرٌ يُقْدَرُ فِتن تؤَجِّجُها التِّجَارَةُ والْهَوى... ويخُوضُ فيها الجَاهِلُ المُتَهوِّرُ قدْ ألبَسُوا الفَوضَى لِبَاسَ خَدِيعَةٍ... وغدا مبشِّرُهُمْ بها يتنمَّرُ "حريةً" قالوا و"بلطجةً" أتَوْا... فَغَدا المُذِيعُ عَلَى المَشَايخِ يَأْمُرُ يتتبعون الكتب في زلَّاتها ... فَإذا أراجيفٌ تُحَاكُ وتُنْشَرُ أرأيت "إرضاع الكبير" وقد غدا... هذا يطبلها وذاك يزمِّرُ؟! زعموا التمسك بالأصول تخلفا... حتَّى نجا بالعذر من لا يعذر من يوم غاب الأزهري وقومنا ... يتناحرون: مُكَفِّرٌ ومُكَفَّرُ لم نطلب التقديس يا ساداتنا ... لكن بميزان الأُصُولِ نُفَكِّرُ يا طالبَ الفَوْضى سَبيلَكَ إنَّنا... قَوْمٌ من الفَوضَى أعفُّ وأكبرُ |
|